سمارت مام سمارت بيبي
التعليم المبكر
التعليم المبكر هوالمرحلة التعليمية المرتبطة بالفترة العمرية قبل مرحلة الدراسة الأكاديمية، يعد هذا وقتًا مهمًا في حياة الطفل خلاله يتعلم كيفية التفاعل مع الآخرين، بما في ذلك أفراد أسرته و أقرانه ومحيطه بصفة عامة ويبدأ أيضًا في تطوير اهتمامات ستظل معه طوال حياته.
نعني بالتعليم المبكر تعليم الطفل خلال السنوات الأولى من عمره مهارات حياتية، اجتماعية وعاطفية تكون بمثابة أساس متين للتعلم مدى الحياة. يكون ذلك أولا من خلال تجنب قمع الطفل و السماح له باكتشاف الأشياء من حوله. وتجنب مدمرات شخصية الطفل، التي تتمثل في الضرب، الصراخ، المقارنة، التهديد، الشتم…وثانيا بمرافقة الطفل للقيام بأنشطة تخول له تطوير مهاراته وبناء شخصيته بشكل سليم.
والتركيز بشكل أساسي على التعليم بالقدوة. اذ يتعلم أطفالنا خلال السنوات الأولى بشكل أساسي عن طريق القدوة.
أما التعليم الأكاديمي فله سن محدد، ولايجب الاستعجال بتعليم الطفل القراء والكتابة في سن مبكرة لما لذلك من أثر سلبي على الطفل. يمكنك أن تساعدي طفلك على التعلم من خلال قراءة القصص المصورة والاستماع الى أغاني الحروف والأرقام واحرصي أن يكون مستمتعا بذلك.
لكن لايجب التركيز على تعلم الطفل قراءة وكتابة أبجديات اللغة، حتى يصل الى السن المناسب لتعلم ذلك في حين يمكن تعليم الطفل التواصل بالعديد من اللغات، ليس في ذلك أي ضرر.
يعتقد معظم الآباء أن مرحلة تعلم الطفل تبدأ خلال السنة الخامسة أو السادسة من عمره، خلال دخوله رياض الأطفال. هذا ليس صحيحا اذ أثبتت الأبحاث العلمية الحديثة أن التعلم يبدأ أثناء فترة ما قبل الولادة ويبلغ قمته خلال السنوات الثلاث الأولى من حياة الطفل.
نمو دماغ الطفل في السنوات الأولى
عند الولادة يبلغ حجم دماغ الطفل حوالي ربع حجم دماغ البالغ ويزداد حجمه تدريجيا الى أن يصل الى ٪90 من حجم دماغ البالغ في السنة الثالثة من عمر الطفل.
يحتوي دماغ المولود الجديد على كل خلايا الدماغ (الخلايا العصبية) التي ستكون لديه طوال حياته. لكن الروابط بين هذه الخلايا (المشابك العصبية) هي التي تجعل الدماغ يعمل بالفعل وهي التي تمكن الا نسان من التحرك، التفكير، التواصل والقيام بكل شيء تقريبا.
تعد السنوات الأولى من عمر الطفل ذات أهمية كبرى لأنه يتم خلالها تكوين عدد هائل من الروابط الجديدة كل ثانية، لكن سرعان مايتم حدف الروابط غير الضرورية منها لاحقا.
لذلك فانه من الذكاء استغلال السنوات الأولى من عمر الطفل حين يكون متعطشا للتعلم واكتشاف العالم من حوله أكثر من أي وقت آخر.
التعليم المبكر له أثر ايجابي على الفرد والمجتمع
يهمل العديد من الآباء قضاء وقت ذو جودة عالية مع أطفالهم الصغار لعدة عوامل أهمها جداول العمل الطويلة وعدم الوعي بأهمية تعليم الأطفال خلال هذه المرحلة، الذي يعود بالنفع على الطفل، الأسرة والمجتمع بأسره.
بينت الدراسات العلمية أن الأطفال اللذين استفادوا من التعليم المبكريسجلون أعلى تقديرات في اختبارات القراءة خلال سنوات الدراسة اللاحقة. وقد تبين أيضًا أن الأطفال الذين لم يتلقوا أي تعليم في سنوات ما قبل رياض الأطفال، أنهم كانوا أكثر عرضة لتعاطي المخدرات والسلوكيات المنحرفة في سن المراهقة.
الاستنتاجات المستخلصة من معظم الأبحاث حول التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة هي أن الأفراد والمجتمعات يستفيدون منه استفادة كبيرة. التركيز الأكبر على التعليم المبكر هو إحدى الإستراتيجيات للتخفيف من تعاطي المخدرات والسلوك الإجرامي الذي يصيب العديد من المراهقين والشباب و كذلك لخلق أفراد فاعلين في المجتمع، منفتحين و سعداء.
كأفراد لا يجب علينا تأجيل الاستثمار في الأطفال حتى يصبحوا بالغين، ولا يمكننا الانتظار حتى بلوغهم سن المدرسة في وقت قد يكون التدخل متأخراً للغاية.
أفضل خيار هو الاستثمار في السنوات الأولى من حياة الطفل ومساعدته على تنمية قدرات ومهارات سترافقه طوال حياته.
اقرئي أيضا: 6 خطوات لاثارة حواس طفلك داخل الرحم
المصادر:
