سمارت مام سمارت بيبي
تلجأ معظم الأمهات الى الصراخ في وجه الطفل كرد فعل طبيعي عندما يسيئ التصرف. قد يبدو لك عزيزتي أن الصراخ هو بمثابة شكل من أشكال التأديب، أو أنه الطريقة الوحيدة لجذب انتباه الطفل. ولكن من المهم فهم الآثار النفسية للصراخ في وجه الطفل، ولماذا يعتبره الخبراء أمرًا ضارًا تمامًا.
نعلم أنه رغم محاولة عدم الصراخ في وجه الطفل، يمكن أن يحدث أحيانا أن تفقدي أعصابكي وألا تتمالكين نفسك، لكن لا يجب أن يكون هذا هو الوضع المعتاد بالنسبة لك. وسيتضمن هذا المقال ما يمكنك فعله فيما بعد لاصلاح الوضع و تقوية الرابط بينك وبين طفلك.
التأثيرالصحي و النفسي للصراخ على الطفل
يعد الصراخ في وجه الطفل من الأساليب الخاطئة في التربية، التي يستسهلها بعض الآباء لأنها تأتي بنتائج فورية أحيانا وليس دائما. لكنها تؤثر سلبا على الصحة النفسية للطفل. واليك بعض التأثيرات السلبية للصراخ على صحة الطفل ونفسيته.
عرقلة تطور ونمو دماغ الطفل بشكل سليم
ان تعاملك مع طفلك على أساس الاحترام، رغم صغر سنه يولّد لديه الشعور بالأمان والثقة في النفس، فيطلق العنان لمخيلته وقدراته الابداعية. على العكس تماما عندما يتعرض للصراخ، فهو لن يفكر سوى في رد فعل الولدين حين قيامه بشيء ما، مما سيحول دون نمو دماغه بشكل سليم. يمكن لهذا الوضع أن يستمر مع الوقت، بأن يخفي الطفل مواهبه ومهاراته لارضاء من حوله وعدم التعرض للانتقاذ.
التسبب في مشاكل نفسية
غالبا ما يعاني الطفل الذي تعرض للصراخ في صغره من مشاكل نفسية عديدة. كالشعور بالخوف وعدم الأمان، وضعف الثقة بالنفس ويمكن أن تصل عند تقدم الطفل في العمر الى الرهاب الاجتماعي أو الاكتئاب.
شخصية غير سوية للطفل
كثيرا ما يؤدي الصراخ في وجه الطفل الى قيامه بسلوكات خاطئة في محاولة للتمرد، كالتلفظ بعبارات سيئة والضرب. الأمر الذي يجعل منه أكثرعصبية وعدوانية مع الأقارب وحتى خارج المنزل. كما يلجأ الطفل أيضا الى الكذب كوسيلة لتجنب التعرض للصراخ.
أعراض صحية مزمنة
هناك عدة مشاكل صحية يمكن ان تواجه الطفل عند تعرضه للصراخ الدائم. كالتهاب المفاصل، الصداع الشديد، ارتفاع دقات القلب وصعوبة التنفس.
أسباب الصراخ في وجه الطفل الصغير؟
ان السنوات الأولى من حياة الطفل تعد بمثابة مرحلة للتجربة والخطأ والاكتشاف. لذلك فانه من الطبيعي أن يلعب الطفل بالأكل، أو أن يصب الماء على أرضية المنزل وما الى ذلك من السلوكات غير المرغوب فيها. هذا لا يعني أن نترك الطفل من غير توجيهات الى السلوك الصحيح.، لكن هذا الأمر لا يستوجب الصراخ في وجه الطفل.
ان أسباب الغضب والصراخ في وجه الطفل هو الضغوطات النفسية التي تمر بها الأم خلال اليوم، كالعمل خارج المنزل، أشغال البيت، خلافات مع الزوج، مشاكل صحية…الخ. لذلك فالحل يعد هو الوعي بضرورة تجنب الصراخ، وكذلك محاولة معالجة المشكل الذي يسبب الضغط النفسي ان أمكن ذلك. ننصح أيضا عزيزتي بضرورة الترفيه على نفسك بعد يوم شاق وبعد نوم طفلك، دللي نفسك فانت تستحقين ذلك.
صرخت في وجه طفلي…ماذا افعل لأصلح الوضع؟
بعد الصراخ في وجه طفلك، حاولي أن تنتظري هدوء الوضع، اقتربي من طفلك وتحدثي معه عن السلوك الصحيح. احضنيه لتشعريه أن حبك له غير مشروط بتصرفاته.
قدمي الاعتذار لطفلك، هذه خطوة في غاية الأهمية، لا تؤثر على سلطة الوالدين بل بالعكس تزيد من الاحترام والمحبة بين الطفل ووالديه. بذلك ستشجعين طفلك بدوره على الاعتذار عندما يقوم بسلوكات سيئة. كذلك حاولي أن تعطي فرصة لطفلك الصغير بأن يتحدث و يعبر عن مشاعره.
تعرفي على: كيف أعلم طفلي الصغير التعبير عن مشاعره؟
هناك بعض المواقف التي تستدعي الصراخ، كتعرض الطفل للخطر أو ضرب الطفل لأقرانه مثلا. لكن الصراخ يبقى للتحذير وجلب الانتباه فقط، بعد ذلك يعد التحدث بحب هو الخيار الأمثل لاصلاح الوضع.
المصادر:
