هل عالم الرسوم المتحركة آمن للطفل؟

هل عالم الرسوم المتحركة آمن للطفل؟

الرسوم المتحركة جزء مهم من حياة كل طفل. تظهر على أنها وسيلة تعليمية للطفل. تقدم له الأساس في تعلم اللغة من أبجديات وكلمات جديدة تغني قاموسه اللغوي. بالاضافة الى مهارات حياتية سيحتاجها الطفل في حياته اليومية. لكن عزيزتي الأم، هل تعلمين أن مشاهدة الرسوم المتحركة قد تؤثر سلبا على طفلك؟

يمكن أن يكون للرسوم المتحركة آثار إيجابية وسلبية على التطور المعرفي وسلوك الطفل. سيخبرك هذا المقال عن الوقت المناسب للسماح للطفل بمشاهدة التلفاز، والشاشات عموما. وبكل شيء عن تأثيرات الرسوم المتحركة على الطفل، ويعطيك نصائح حول كيفية التعامل مع آثارها السلبية.

الآثار الايجابية للرسوم المتحركة

تساعد الطفل على التعلم المبكر

يمكن للرسوم المتحركة التعليمية أن تعلم الأطفال أشياء أساسية بطريقة ممتعة وتفاعلية مثل الأشكال والأرقام والألوان، مما يجعل التعلم ممتعًا بالنسبة للطفل. 

تساعد في التنمية المعرفية للطفل 

يمكن أن تساعد مشاهدة الرسوم المتحركة في تطوير المهارات المعرفية لطفلك. من خلال تطوير المنطق والقدرة على التفكير والمعالجة البصرية والسمعية للأحداث والوقائع التي تحكيها.

تساعد على تطوير اللغة

يمكن للرسوم المتحركة أن تقدم لطفلك لغات مختلفة. وبالتالي تساعده على تنمية قدراته اللغوية، تحسين نطقه وطريقة تحدثه.

تعزز الإبداع لدى الطفل

تساعد مشاهدة الرسوم المتحركة على زيادة خيال الطفل وإبداعه. سيكون طفلك قادرًا على نسج أفكار مستوحاة من الرسوم  المتحركة، والتوصل إلى أعمال فنية بناءً على الرسوم المتحركة التي يشاهدها.

 تجعل الطفل يضحك وتخفف التوتر

 يجد الأطفال الرسوم المتحركة مسلية وغالبًا ما يضحكون بصوت عالٍ على تصرفات الشخصيات الكرتونية. الضحك هو وسيلة جيدة للتخلص من التوتر وبناء الثقة. كما أنه يعزز المناعة ويسبب إطلاق الإندورفين الذي يجعلنا نشعر بمشاعر إيجابية. 

وسيلة لترسيخ هوية الطفل

اختيار النوع المناسب من الرسوم المتحركة يمكن أن يعلم الطفل الأخلاق الحميدة، القيم الدينية والوطنية، العادات والتقاليد،التاريخ …الخ.

الآثار السلبية للرسوم المتحركة

تشجع على العنف

يمكن أن تشجع الرسوم المتحركة التي تصور العنف الطفل على أن يصبح عنيفا في الحياة الواقعية. أيضًا، قد يعتقد الطفل أنه لا أحد يتأذى أو يشعر بالألم لأن الرسوم المتحركة تفلت سالمة بعد تعرضها للعنف. 

وقد تلاحظ أمهات الأطفال من الذكور أن الطفل بعد مشاهداته المتكررة لسبايدرمان، يعتبره نموذج له فيحاول تقليده بكثرة الحركة والقفز والتسلق والتعارك…فتقول الأم طفلي عنيف وكثير الحركة. عزيزتي هذه ليست طبيعة طفلك بل قد تكون نتيجة لمحاولة تقليد طفلك لشخصيات كرتونية تشجع على العنف.

تعزز بعض السلوكات السيئة

هناك العديد من الرسوم المتحركة التي تظهر شخصيات لها سلوك فظ أوغيرمطيع اتجاه الكبار في السن. قد يقلد الطفل هذا السلوك ويتحدى والديه عندما يتم تأديبه على سلوك سيئ قام به مثلا.

تعرفي على: 7 أفكار لتأديب الطفل دون عصبية

خلق لبس لدى الطفل الصغير

لا يمكن للطفل في سن مبكرة التمييز بين الحقيقة وعالم الرسوم المتحركة. ويفسركل ما يراه على شاشة التلفزيون على أنه حياة حقيقية. أظهرت الأبحاث أن العديد من الأطفال الصغار يعتقدون أن الشخصيات التلفزيونية تعيش بالفعل داخل جهاز التلفزيون.

قد يؤدي ذلك إلى إرباك الطفل في فهم العالم وإعاقة تعلمه ما هو الصواب أو الخطأ. لأنه لا يمتلك بعد، القدرات اللازمة لوضع ما يراه في منظور مناسب. لذلك يجب عدم السماح للطفل دون سن الثانية بالجلوس أمام الشاشة.

التسبب في مشاكل صحية

يمكن أن تسبب الساعات الطويلة من الجلوس أمام الشاشة لمشاهدة الرسوم المتحركة العديد من المشاكل الصحية. تشمل السمنة ومشاكل الرؤية أونقص التغذية بسبب العادات الغذائية السيئة.

تؤدي الى انعزال الطفل 

الجلوس لفترة طويلة أمام الشاشة لمشاهدة الرسوم المتحركة، يؤدي إلى انسحاب الطفل من التجمعات العائلية وعدم التواصل معهم. وبالتالي انعزال الطفل وافتقاره الى مهارات التواصل. الأمر الذي يمكن أن يجعل منه مستقبلا طفل انطوائي أو يعاني من مشاكل نفسية كالرهاب الاجتماعي.

كيف يمكن للآباء تجنيب طفلهم أضرار مشاهدة الرسوم المتحركة

عدم السماح للطفل دون سن الثانية بمشاهدة الشاشة

تقوم بعض الأمهات بوضع رضيع أو طفل أقل من سنتين أمام التلفاز لابقائه هادئا. أو لكي يتناول وجبته كاملة. هذا تصرف خاطئ، لأن تأثير الشاشة على الطفل دون سن الثانية يكون دائما سلبيا على دماغ الطفل. وينعكس بالسلب على سلوكه وشخصيته فيما بعد.

وبالتالي فايجابيات مشاهدة الرسوم المتحركة التي ذكرناها أعلاه لا تنطبق في هذه الحالة. بل ينطبق عكسها تماما. بدلا من مشاهدة الشاشة، يمكن ابقاء الطفل منشغلا ببعض الأنشطة التي تنمي ذكاءه وتسليه في نفس الوقت .

تحديد وقت مشاهدة الرسوم المتحركة بعد عمر سنتين

ضعي قاعدة تحدد وقت مشاهدة التلفاز أو الرسوم المتحركة في ساعة واحدة في اليوم. شجعي طفلك على القيام بأنشطة مفيدة داخل البيت، أو الخروج واللعب بدلاً من الجلوس ومشاهدة الرسوم المتحركة. 

اختيار نوع الرسوم المتحركة المناسبة

اسمحي لطفلك بمشاهدة الرسوم المتحركة المناسبة لعمره، والتي لا تصورالعنف أو تشجع على السلوك السلبي. يستحسن من حين لآخر اختيار محتوى تعليمي ينمي الجانب اللغوي والمعرفي لطفلك.

شاركي طفلك مشاهدة الرسوم المتحركة 

ستسمح لك مشاهدة الرسوم المتحركة مع طفلك بمراقبة ما يشاهده، وكذلك مراقبة رد فعله على الأحداث المختلفة للقصة. ستعرفين الشخصية الكرتونية المفضلة لديه وتشاركينه الضحك والتعليق على الأحداث. الأمر الذي سيقوي العلاقة بينكما. 

اذا كنتي منشغلة في القيام بمهام أخرى، فمن الأفضل قيام الطفل بأنشطة تغنيه عن مشاهدة الشاشة خلال فترة انشغالك. أو مشاركته المشاهدة لبعض من الوقت ومراقبته من حين لآخر، خلال فترة لا تتجاوز ساعة في اليوم.

اشرحي لطفلك الفرق بين الرسوم المتحركة والواقع

اشرحي لطفلك الفرق بين الرسوم المتحركة والواقع. علمي طفلك ما هو ضار وما هو مقبول وما هو غير واقعي. على سبيل المثال، يمكنك أن تشرحي لطفلك أنه على الرغم من أن الشخصية يبدو أنها نجت سالمة بعد تعرضها للعنف، فإن هذا ليس هو الحال في الحياة الواقعية. 

استخدمي تطبيقات التصفية والمراقبة 

استخدمي تطبيقات الرقابة الأبوية التي تحتوي على برامج مراقبة وتصفية المحتوى غير المناسب ومنع المحتوى الذي لا تريدين من طفلك أن يصل إليه. تأكدي من عدم ترك طفلك وحده أمام التلفاز أو الآيباد لساعات دون مراقبة ما يشاهده.

لا تدعي طفلك يأكل وهوجالس أمام التلفاز

الأكل أثناء مشاهدة التلفاز أو الآيباد يمهد الطريق لعادات الأكل السيئة مدى الحياة. مثل الأكل بسرعة والإدمان على الوجبات السريعة. غالبًا ما يميل الأطفال إلى الإفراط في تناول الطعام عندما يكونون أمام الشاشة. كما أنهم يميلون إلى اتخاذ خيارات غذائية غير صحية.

تناول الطعام على طاولة الطعام كعائلة وتجنب مشاهدة التلفاز أثناء أوقات الوجبات، سيساعد طفلك على التركيز أثناء وقت الأكل كنشاط لوحده.

كوني نعم القدوة لطفلك

عندما يرى الطفل أبويه يحملان كتابا أو يهتمان بنشاط معين بدلا من الجلوس أمام التلفاز، فغالبا ما سيقلد ذلك ويكتسب نفس العادات مع الوقت، والعكس صحيح.

عزيزتي الأم حاولي قدر الامكان تقليص الوقت الذي يمضيه طفلك أمام الشاشات وشجيعه على اللعب والحركة داخل المنزل وخارجه. بذلك ستجعلين طفلك يتمتع بصحة أفضل وسعادة أكبر. سيساعد اتباع النصائح المذكورة بالتأكيد في تجنب الآثار السلبية للرسوم المتحركة على سلوك طفلك وصحته النفسية والبدنية.

المصادر:

Positif and negatif effects of watching cartoons
Should babies and toddlers watch tv?

 

شارك ان أعجبك الموضوع
x

‎قد يُعجبك أيضاً

آداب الأكل

كيف أعلم طفلي آداب الأكل ؟

من الجيد تعليم الطفل مبكرا الآداب في التعامل مع الناس، داخل وخارج البيت. وتعليمه أيضا آداب الأكل. في هذا المقال سنتحدث عن آداب الأكل...

error: Content is protected !!