سمارت مام سمارت بيبي
تعتبر السنوات الثلاث الأولى من حياة الطفل ذات أهمية كبرى في نمو دماغه، اذ أن الطريقة التي ينمو بها الدماغ أثناء هذه المرحلة تحدد كيف سيعمل الدماغ لبقية حياة الشخص.
خلال هذه المرحلة تنمو الأعصاب وترتبط فيما بينها ويتم تغطيتها بالميالين. تؤثر هذه الروابط والتغييرات على النظم الحسية، والتعلم، والذاكرة، والانتباه، وسرعة المعالجة، والقدرة على التحكم في النبضات والمزاج، وحتى القدرة على تعدد المهام أو التخطيط وغير ذلك…
تعد البيئة التي يعيش فيها الطفل، وكيف يتم رعايته وتغذيته، أمرًا بالغ الأهمية لنمو دماغ الطفل بطريقة سليمة.
كيف تؤثر تغذية الطفل أقل من 3 سنوات على نمو دماغه؟
الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية -المحرومون حقاً من السعرات الحرارية والبروتينات الكافية في نظامهم الغذائي – طوال هذه الفترة لا ينمون بشكل مناسب، جسديًا وعقليًا. أدمغتهم أصغر من المعتاد بسبب انخفاض نمو الزوائد الشجرية (Les dentrites) ونقص الميالين، وإنتاج عدد أقل من الخلايا الدبقية (الخلايا الداعمة في المخ والتي تستمر في التكون بعد الولادة وتكون مسؤولة عن إنتاج الميالين). مما يتسبب في عجز سلوكي ومعرفي لدى هؤلاء الأطفال، بما في ذلك تباطؤ اللغة والحركة وانخفاض معدل الذكاء وضعف الأداء في المدارس فيما بعد…
قبل الولادة
يعتمد وزن المولود وحجم المخ لديه على جودة تغذية أمه أثناء الحمل. يجب أن تكتسب النساء الحوامل حوالي 20 في المائة من وزنهن المثالي قبل الحمل لضمان نمو الجنين بشكل كاف. وهذا يتطلب استهلاك 300 سعرة حرارية إضافية يوميًا، بما في ذلك 10-12 جرامًا إضافيًا من البروتين.
تعرفي على: أغدية أثناء الحمل تساعد على نمو دماغ طفلك
بعد الولادة
من الولادة الى سنة
بعد الولادة، يعتمد نمو الدماغ بشكل أساسي على جودة تغذية الطفل. يقدم حليب الأم أفضل مزيج من العناصر الغذائية لتعزيز نمو الدماغ. لكن بعد الشهر السادس يعتبر غير كافيا لتزويد الطفل بحاجته من العناصر الغذائية الأساسية والضرورية لنموه بشكل سليم. كما تزداد حاجة الطفل الغذائية وتصبح متنوعة، لذلك ينصح الأطباء بالبدء بإدخال الأطعمة الصلبة إلى النظام الغذائي للطفل على شكل وجبات صغيرة غنية بالحديد وغيره من العناصر الغدائية.
ان نقص الحديد مرتبطً بشكل واضح بالنقص المعرفي لدى الأطفال الصغار. اذ أن الحديد مهم للحفاظ على عدد كافٍ من خلايا الدم الحمراء التي تحمل الأكسجين، والتي بدورها ضرورية لنمو الدماغ. يجب أن يحصل الأطفال الذين يتلقون زجاجة الحليب الاصطناعي على تركيبة تحتوي على الحديد.
بسبب الوتيرة السريعة لتكون الميالين في السنوات الأولى، يحتاج الطفل إلى نسبة عالية من الدهون في وجباته الغذائية – حوالي 50 بالمائة من إجمالي السعرات الحرارية – حتى حوالي عامين من العمر. يجب أن يتلقى الطفل معظم هذه الدهون من حليب الأم أو الحليب الصناعي في السنة الأولى من العمر، ويبقى حليب الأم مصدرًا ممتازًا للتغذية (السائلة) لدى الطفل.
بعد عمر السنة
بعد عمر السنة، يقترح بعض الأطباء الى جانب الأغدية الصلبة، حليب النمو الذي يخضع لتعديلات كبرى مقارنةً بحليب البقر النموذجي، فيكون مدعّماً بالمكملات ويحتوي على نسبة كبيرة من الأحماض الدهنية الأساسية تساهم في نمو الأعصاب وتطوير الحواس لدى الأطفال، لا سيما النظر، وتتراجع فيه نسبة البروتينات.
باختصار، يغطّي هذا الحليب أبرز حاجات الطفل تزامناً مع تخفيض نسبة الصوديوم التي يستهلكها. في هذا المجال، كشفت الدراسات أن شرب حليب النمو يسمح للأطفال بين الشهرين الثاني عشر والثالث والعشرين بتخفيض كمية الصوديوم المستهلكة بنسبة %19. فيما يخص كمية الكالسيوم الضروري لتقوية العظام، فإن تركيبة حليب النمو مشابهة لحليب البقر ويتحسن فيه الرابط بين الكالسيوم والفسفور، ما يُسهّل امتصاص المغذيات في الجسم.
تأتي هذه المنتجات على شكل بودرة أو سائل وتخضع للتنظيمات نفسها على مستوى تربية المواشي وانتقاء مختلف العناصر. تتعدد منتجات حليب النمو المطروحة في السوق ويحتوي جميعها على كميات أقل من البروتينات والملح وكميات إضافية من الأحماض الدهنية الأساسية والحديد والفيتامين د مقارنة بحليب البقر لذا يجب أن تقرئي دوماً أغلفة المنتجات للتأكد من تركيبتها. اختاري الحليب الذي يحتوي على أقل نسبة من البروتينات والملح وعلى %100 من المواد الدهنية النباتية.
تعرفي على: 9 أطعمة مفيدة لنمو دماغ طفلك
إحرصي عزيزتي الأم على أن تقدمي الطعام المفيد لطفلك، لتضمني له أفضل نمو وأفضل صحة.
المصادر:
