يعتقد بعض الآباء أن نجاح أبنائهم في المراحل الدراسية كفيل لتحقيقهم النجاح في حياتهم بصفة عامة. في حين بينت الدراسات الحديثة أن اكتساب المهارات العاطفية والاجتماعية هو السبيل الرئيسي لتحقيق النجاح في كافة مجالات الحياة.
يمكن للأم تعليم طفلها هذه المهارات في سن مبكرة بل بعد الولادة مباشرة، سيضم هذا المقال كيف يمكن لك القيام بذلك مع طفلك الحديث الولادة الى حدود السنة الثالثة من عمره، تابعي القراءة.
ماهي المهارات العاطفية والاجتماعية ؟
تعني اكتساب الطفل أو البالغ القدرة على ادراك وفهم مشاعره والتعبير عنها بشكل جيد وبنّاء، كادارة مشاعر الغضب أو الغيرة…
تشمل كذلك فهم وادرك مشاعر الآخرين واظهار التعاطف معهم، واقامة علاقات ايجابية مع الآخرين والحفاظ عليها.
كيف أنمي المهارات العاطفية والاجتماعية لدى طفلي ؟
من الولادة الى سنة
لاحظي ما يحتاج طفلك: على سبيل المثال، قد يبدأ طفلك الذي يبلغ من العمر 10 أشهر في الركل ويظهررغبته في الاستيلاء على الملعقة أثناء اطعامك له، أنت تعرفين أنه لا يستطيع إطعام نفسه، لذلك ماعليك سوى منحه ملعقة ليمسكها بيديه بينما تستمرين أنت في إطعامه بأخرى. هذه رعاية تلبي احتياجات طفلك.
اعرفي طفلك: ما هي الأشياء التي يحبها و التي يكرهها؟ ما هي الألعاب المفضلة عنده؟ ماهو الجدول اليومي الذي يناسبه…
ابني علاقة مفتوحة وتعاونية مع مقدمي الرعاية لطفلك: تحدثي إلى مقدمي الرعاية لطفلك عن شخصية طفلك وما يحب القيام به وما يهدئه وما يزعجه. شاركي معهم جدول طفلك اليومي المعتاد وأنشطته المعتادة، هذا سيساعدهم على تلبية احتياجات طفلك.
ادعمي طفلك: يتعلم طفلك أفضل عندما تسمحين له باللعب والاستكشاف ومتابعة اهتماماته. يطوّر مهارات جديدة عندما تقدمين له المساعدة الكافية حتى يتمكن من القيام بتحدي ما. على سبيل المثال عندما يتدحرج طفلك للحصول على لعبة ما لأنه لايستطيع المشي يمكنك حمل اللعبة و وضعها قريبة منه ليصل اليها بسهولة، شجعيه وامنحيه الشعور بالانجاز.
امنحي الحنان لطفلك وساعديه على الشعور بالأمان: إن مداعبة طفلك،تقبيله وحمله والغناء له والتحدث معه، يرسل له رسالة مفادها أنه مميز ومحبوب، كوني صبورة في الأوقات الصعبة، أوقات المغص والبكاء والضيق، عندما تتمكنين من تهدئة طفلك حتى في أصعب حالاته، فأنت تخبرينه أنه بإمكانه الوثوق بك والاعتماد عليك. هذا يجعله يشعر بالأمان ويجعله في الغالب يتعلم تهدئة نفسه لاحقا.
حاولي كذلك المحافظة على روتين طفلك اليومي بنفس الترتيب لأن ذلك يشعره بالأمان والثقة.
ابحثي عن طرق لجعل ثقافة منزلك جزءًا من حياة طفلك اليومية: ثقافة الطفل جزء مهم من هويته. العلاقة بينه وبين ثقافته تشكل هويته واحترامه لذاته.
أخبري مقدمي الرعاية لطفلك الكلمات التي تستخدمينها مع طفلك لمناداة الأشخاص المقربين كالأب، الخالة، العم، الأجداد…) والأشياء (الزجاجة، الماء،الكرة،…).
اختاري الكتب (قصص، قرآن كريم…) و الموسيقى التي تعكس ثقافة منزلك. لأنها ستصبح بسرعة جزءًا محبوبًا من الروتين اليومي لطفلك.
من سنة الى سنتين
بالاضافة الى الأشياء المذكورة أعلاه:
ساعدي طفلك على تطوير مهارة حل المشكلات: امنحي طفلك بعض الوقت لمحاولة اكتشاف مشكلة ما بمفرده، مثل البحث عن كرة مفقودة وامنحيه المساعدة التي يحتاجها للنجاح في التحدي. امدحيه بأن تخبريه مثلا أنه يقوم بمجهود جبار للعثور على الكرة، وأنه سينجح في ذلك حتما.
الهدف هو مساعدة الأطفال على الشعور بالرضا اتجاه جهودهم، وليس فقط النتيجة. أيضا أنت تتيحين له معرفة مدى أهمية المثابرة ومواصلة المحاولة للوصول الى المبتغى.
شجعي طفلك على اللعب ضمن مجموعات: أنشطة اللعب ضمن مجموعات تساعد طفلك على تعلم فن المشاركة، على سبيل المثال تمرير الكرة بين طفل وأخر تحت مراقبتك لتجنب حصول أي نزاعات.
من سنتين الى ثلاث سنوات
بالاضافة الى الأشياء المذكورة أعلاه:
علمي طفلك التعبير عن مشاعره وعدم كتمها: ساعدي طفلك على فهم مشاعره والتعامل معها بطريقة سليمة من خلال اللعب. استخدمي الدمى لإنشاء قصة عن احباطات و مخاوف طفلك، كالخوف من الانفصال عنك عندما تذهبين الى العمل مثلا.
قومي من خلال الدمى بطمأنته أنه رغم مغادة الأم للبيت لقضاء غرض ما فانها ستعود لأنها تحب طفلها ولن تتخلى عنه.
عندما يكون طفلك غاضبا لأن طفلا آخر سلب منه لعبته، قولي له: أرى أنك غاضب،أتفهم ذلك،لنخرج في جولة حول البيت واشرحي له لاحقا أنه عندما يكون غاضبا يمكنه أن يقفزأويأتي الى حضنك لكن لا يمكنه أن يضرب أو يؤذي شخصا ما .
اقرئي مع طفلك كتباً عن المشاعر وتحدثي معه حول الصور: أي طفل يبدو فرحا؟ أي طفل يبدو خائفا؟ ياترى لماذا يبدو الطفل حزينا؟…
شجعي طفلك على تكوين صداقات: اجعلي طفلك يشارك في بعض الأنشطة الجماعية التي لا تتطلب المشاركة كاللعب بالرمل او الماء أو الموسيقى…
اطلبي من طفلك أن يتخيل كيف يمكن أن يؤثر سلوكه على الآخرين فمثلا اذا رفض طفلك أن يشارك لعب الكرة مع طفل آخر في العائلة يمكنك أن تقولي له: انظر الى صديقك، كيف تعتقد أنه يشعر الآن؟
شجعي طفلك على الاحساس بالآخرين والتعاطف مهم يمكنك مثلا أن تقولي لطفلك: انظر الى صديقك يوسف، انه يشعر بالحزن لأن والدته ودعته، دعنا نرى ما اذا كان يريد اللعب معنا.
دعي طفلك يأخذ زمام المبادرة في اختيار ماذا يلعب: ابحثي عن طرق لمساعدته على مواصلة استكشاف اهتماماته. على سبيل المثال، إذا كان طفلك يحب الرسم، قدمي له معدات آمنة وخصصي لم مكانا للرسم خاص به اذا أمكن ذلك، قومي بتشجيعه والاثناء عليه.
المصادر: