سمارت مام سمارت بيبي
البيت السعيد هو البيت المبني على المودة والرحمة بين الزوجين. لايعني أنه يخلو من الخلافات وبعض الروتين، لكن يعمه الاحترام، سواء بين الزوجين أو بين الآباء والأبناء.
أثبتت الدراسات أن الزواج السعيد هو أساس تربية أطفال سعداء وأسوياء نفسيا. لذلك تعتبر أول خطوة لتربية الأطفال تربية ايجابية هو اصلاح الحياة الزوجية والحرص على ربط علاقة وثيقة وصحية مع شريك الحياة، تكون مبنية على الحب، الاحترام والأمان.
لماذا سعادة الأطفال مرتبطة بالسعادة الزوجية؟
اذا كنت أما وكنت راضية وسعيدة مع زوجك، فحتما ستنقلين تلك الطاقة الايجابية لأبنائك والعكس صحيح. يقولون أن السعادة معدية وهذا صحيح.
البيت السعيد هوعندما يكبر الأبناء في جو عائلي يعمه الحب والاحترام، والتفاهم، فيشعرون بالأمان، والاطمئنان. وينعكس ذلك على صحتهم النفسية والجسدية وعلى سلوكاتهم وتحصيلهم الأكاديمي.
أما عندما يرى الطفل أبويه دائما في حالة صراع، وخلاف طوال الوقت أو يتجاهل بعضهما البعض، هنا يتولد داخل الطفل الخوف، وعدم الأمان. فينتج عن ذلك العديد من المشاكل النفسية، والاضطرابات السلوكية.
يعتبر الأبوين قدوة للطفل، سيتعلم الطفل حتما من والديه طريقة التعامل، وحل النزاعات. سواء أكانت طريقة ايجابية أوسلبية. وسيتبناها الطفل للتعامل مع اخوته، أقرانه، وأي شخص آخر على المدى الطويل. لن نختلف أن السعادة تنبع من ذواتنا، وكيف نتعامل مع المواقف ومع الأشخاص من حولنا. لذلك عندما ينشأ الطفل وسط أبوين يعرفان كيف يكونين سعيدين، سيتعلم بدوره كيف يكون سعيدا.
البيت السعيد…خطوات تفصلك عنه
يمكن أن يتبادر لذهنك السؤال التالي: أنا كزوجة وأم، ماذا بوسعي أن أفعل لتحقيق البيت السعيد؟
أساس تحقيق البيت السعيد هو وضع الحياة الزوجية ضمن أولوياتك، وعدم تكريس الوقت كله للأبناء على حساب الزوج. كذلك الحرص على تقوية العلاقة بينك وبين زوجك. واظهار الانسجام بينكما للأبناء.
اليك عزيزتي بعض الخطوات لفعل ذلك:
نقاش المسائل التربوية مع شريك الحياة
يجب أن تكون القواعد التربوية قراركما معا. ليفهم الطفل أنكما على وفاق، ويقدر كل منكما رأي الآخر. لايجب أن ينتظر طفلك أن تتم تلبية طلبه من والده اذا رفضت تلبيته أنت.
تعرفي على: التربية الايجابية…أسس وقواعد تصنع شخصية عظيمة لطفلك
اهتمي بنفسك
يأتي الاهتمام بالنفس في المرتبة الأولى، لأنه يدل على حبك لنفسك، واحترامها. وهو مصدر الطاقة التي ستحتاجينها للتعامل مع زوجك وأولادك. يكون الاهتمام بالنفس، بتخصيص وقت يومي لك، للروحانيات، القيام بهواية معينة، الاهتمام بمظهرك…
تحديد موعد أسبوعي مع شريك الحياة
احدى الطرق لتقوية العلاقة مع شريك الحياة هي الخروج في موعد، على الأقل مرة كل أسبوع لوحدكما. وقضاء وقت ممتع مع بعضكما. سيساعد ذلك على تخفيض التوتر، وتقوية الزواج بعد الانجاب والتقليل من حدوث المشاكل التي تولد فجوة بين الأزواج.
لاتجعلي التكنولوجيا حاجزا بينك وبين زوجك
هل تشعرين أنك تنظرين الى شاشة هاتفك أكثر من كونك تنظرين الى زوجك. ويمكن أن يكون الحال كذلك بالنسبة لزوجك، نعم اِنها آفة العصر. حاولي عزيزتي أن تخصصي فترة خلال اليوم دون هواتف، أو أي مشتتات، للتحدث مع زوجك حول يومكما، وحول الأشياء المشتركة بينكما. وتبادل الطرائف والبعد كل البعد عن الكلام السلبي الذي ليس له أية جدوى.
الأشياء البسيطة لها تأثير كبير
لا تخجلي من اظهار الحب والتقدير لزوجك أمام أطفالك. قومي بالثناء على زوجك وشكره على أي مجهود يقوم به من أجلك ومن أجل أطفالك. كذلك لا تنسي التعبير عن حبك له، بالعناق، اللمس، تقديم طبق محبب الى زوجك، تبادل الهدايا في المناسبات…
اِختلفا لكن بالشكل الصحيح
ليس بالضرورة أن يكون الخلاف بالصراخ، وتبادل الألقاب، والتكسير، أمام أعين الأطفال. هذا تدمير وانتقام من الأطفال. يمكن لهذا الخلاف أن ينتهي بالصلح بين الزوجين. لكن الصورة التي تكونت لدى الطفل لن تنسى أبدا. وستؤثر على صحته النفسية بشكل سلبي.
حاولي الاتفاق مع زوجك على مكان لحل الخلافات بينكما مع وجود الاحترام دائما. يجب أن يكون مكانا بعيدا عن أعين وأذان الأطفال. كالسيارة مثلا، أو مكان في البيت لايصله الأطفال، أو النقاش عندما يكون الأطفال في المدرسة…
طلب استشارة لدى متخصص علاقات أسرية
في أي حالة مستعصية، أو مشكل بينك وبين زوجك، لا تحكي أسرار بيتك لأصدقائك أو حتى أفراد عائلتك. انما حاولي اللجوء الى ذوي العلم والتخصص لتخطي المشكل ومعالجته.
عندما تكون علاقتك بزوجك قوية، فأنت تضعين الحجر الأساس لتنشئة أطفال أسوياء نفسيا، وأقل عرضة للسلوكات المنحرفة في وقت لاحق من حياتهم.
