قد يتبادر الى أذهان بعض الأمهات مجموعة من الأسئلة: هل الأب له دور في تربية الطفل؟ ذكرا كان أو أنثى؟ ما هي المهام التربوية للأب؟ وكيف يمكن أن أساعد أب أطفالي أن يكون له دور في تربية الأطفال؟ كيف أكون على وفاق مع الأب في التربية؟ وكيف أتعامل في حالة غياب الأب عن الأطفال، لأي سبب من الأسباب؟ كلها أسئلة سنجيب عنها في هذا المقال.
التربية هي مهمة مشتركة بين الأم والأب. لكن غالبا ما يربط في مجتمعنا مفهوم التربية بالأم، لأن الطفل يكون مرتبطا بأمه في السنوات الأولى من عمره. لكن هذا غير صحيح. للأب دور مهم في تربية الطفل، الذكر والأنثى معا. يتجلى هذا الدور فيما يلي:
مهام الأب في تربية الطفل
للأب أربع مهام أساسية في تربية الطفل:
الرعاية
الرعاية هي توفير احتياجات الطفل من مأوى، غذاء، وتوفير الرعاية الصحية. ليس هناك مانع أن يشارك الأب في القيام ببعض المهام، كاطعام الطفل، الباس الطفل، اللعب مع الطفل…
الحماية
يمثل الأب مصدر حماية للطفل، وجود الأب يشعر الطفل بالأمان والاطمئنان.
الحزم والقوة
يمكن للأم أن تكون حازمة في تعاملها مع الطفل. لكن غالبا ما تكون عاطفية أكثر، الشيء الذي يمكن ألا يكون في مصلحة الطفل. لذلك حضور الأب يخلق توازن، ويساعد على تربية الطفل بشكل أفضل.
القدوة
يلعب الأب دور القدوة في حياة الطفل، يكون بمثابة البطل بالنسبة للطفل، فيحب أن يمشي على خطاه.
كيف أساعد أب أطفالي أن يكون له دور في تربية الطفل؟
أدمجي زوجك في مهمة التربية
ادماج الزوج في التربية يكون من البداية، عندما تكونين حاملا. حاولي اشراك زوجك في كل شيء يخص طفلكما: اقتناء ملابس الطفل الجديد، زيارة الطبيب لتتبع الحمل، حضور دورات في التربية…
بعد ولادة الطفل، يجب أن تكون الولادة في حضور الأب، وأن يكون الزوج هو مرافق الزوجة في الأسابيع الأولى من الولادة عوض أمها. يمكنك الاستعانة بالأم اذا كان لديك أكثر من طفل، لكن يبقى دور الزوج هنا أساسي، ليشعر بمسؤليته اتجاه طفله.
في شهور الطفل الأولى يجب أن تكلي لزوجك بعض المهام، كمساعدتك على تحميم الطفل، تغيير الحفاضات، حمل الطفل عندما تكونين متعبة…لكن ليس بتوجيه التعليمات بل بكل حب ولطف.
رتبي لوقت مشترك بين الأب وطفله لوحدهما
حاولي أن تجدي نشاط يجمع بين الأب والطفل لوحدهما، يمكن أن يكون وقتا للعب داخل المنزل أو خارجه، وقت للتلوين، للسباحة في نادي رياضي بحضور مدرب سباحة…
حاولي أيضا أن يتناول الأب على الأقل وجبة خلال اليوم رفقة الطفل.
كيف أكون على وفاق مع أب أطفالي في التربية؟
من المهم أن يسير الأم والأب على نفس منهج التربية، وأن يفهم الطفل أنهما متفقين في القرارات التي تخصه. يكون ذلك بالاتفاق على القواعد التي يجب وضعها والالتزام بها. كذلك بحضور دورات أو استشارات التربية معا. والاتفاق على أساليب تقويم السلوك.
تعرفي على: التربية الايجابية…أسس وقواعد تصنع شخصية عظيمة لطفلك
ان رأيت زوجك يقوم بأمر عكس القواعد التي تم وضعها، تجنبي لومه وتوجيه التعليمات له، خصوصا أمام الطفل. يجب أن تتحدثي معه، على انفراد وبطريقة لينة لتعبري عن انزعاجك من الموضوع.
أما اذا كان الأب يضرب، يشتم أو يتبنى احدى الأساليب المدمرة لشخصية الطفل. فيجب التدخل فورا وحماية الطفل، بحمله، وادخاله غرفته، واخباره أن الأمر الذي قام به أبوه خطأ، وهو ليس دليل على أنه لايحبه. دون توجيه الكلام الى زوجك. لأنه سيكون حتما في حالة غضب. انتظري الى أن يهدأ للتحدث معه واقناعه بالاعتذار.
بهذا سيفهم الطفل، أنه لايحق لأحد أن يضربه أو يؤذيه بألفاظ سيئة. والا سيعتبر الطفل أن الضرب أو الشتم شيء مسموح به. فاِما سيصيح شخصا عنيفا يؤذي الأطفال حوله، أو يتعرض للضرب و التنمر ولايدافع عن نفسه.
كيف أتعامل في حالة غياب الأب عن الأطفال
حالة السفر أو عيش الأب في دولة أو منطقة مختلفة
احرصي على بقاء الطفل في تواصل مع أبيه، عن طريق المكالمات بالفيديو. ومحاولة تعويض وقت الغياب في الاجازات.
حالة الانفصال
احرصي على أن تبقى علاقتك بطليقك قائمة على الاحترام، لمصلحة طفلكما أولا وآخرا. كما يجب أن يكون هناك وقت أسبوعي يقضيه الأب مع طفله، دون رقيب لتقوية العلاقة بينهما.
حالة وفاة الأب
احرصي أن يمضي طفلك بعض الوقت مع الأشخاص المقربين لك من الذكور الذين تثقين في أخلاقهم وأسلوبهم في التربية، كالعم، الخال، الجد…القدوة الحسنة أمر ضروري في تربية الطفل.
حالة الأب الذي يقوم بسلوكات مخالفة لقواعد التربية
على سبيل المثال، زوجك يدخن أمام طفلك، يجب محاولة اقناعه بالتوقف عن ذلك، لأن التدخين سيضر بصحة الطفل، بالاضافة الى أن الطفل، يسجل سلوكات الأب ولو كان في سن مبكرة، وفي الغالب سيحاول تجربة الأمر لاحقا.
لاتنتقدي أو تلومي زوجك أمام طفلك، بل بالعكس ركزي على الأشياء الايجابية في زوجك، وامدحيه أمام طفلك. وابحثي عن قدوة أخرى كالعم أو الخال لتعويض الأمور التي لايتميز بها الأب.
اقرئي أيضا: كيف أجعل طفلي قوي الشخصية؟