سمارت مام سمارت بيبي
كثيرا ما يشعر الآباء بالاحباط والغضب عندما يكون الطفل عنيدا وغير مطيع. فيلجأ معظمهم الى ضرب الطفل كوسيلة لردعه واجباره على التوقف عن السلوك المرفوض.
هل ضرب الطفل وسيلة مجدية في التربية؟ وهل لها أثر على شخصية الطفل؟ وماهي بدائل الضرب؟ كلها أسئلة سنجيب عنها في هذا المقال.
ضرب الطفل مدمر لشخصية الطفل
الضرب له مخاطر جسيمة على الطفل. ويعتبره ضارًا وغير ضروري لتقويم سلوك الطفل. لكن لماذا لا يزال معظم الآباء يضربون أطفالهم؟
قد يكون السبب الذي يدفع الوالدين للضرب هو اعتقادهم أنه أسلوب مجدي في تأديب الطفل. لكن الحقيقة عكس ذلك تماما. يمكن أن يتوقف الطفل عن القيام بسلوك معين لحظة ضربه، بدافع الخوف فقط. لكن سرعان ما يعود الى تكرارنفس السلوك والتمادي فيه أكثر سواء في حضور أوغياب الشخص الذي قام بضربه.
سبب آخر لاستمرار الآباء في ضرب أطفالهم هو التوتر والضغط الذي يمر منه الآباء في حياتهم اليومية. لذلك من الضروري معرفة كيفية التعامل مع المشاعر السلبية، والتخلص منها بممارسة هواية. أو أخد وقت مستقطع للراحة، والاسمتاع بشيء نحبه بعيدا عن المنغصات ولو لنصف ساعة في اليوم.
أضرار ضرب الطفل
– الضرب يرسل رسالة الى الطفل مفادها أن الطريقة الوحيدة للحصول على ما يريد هي استخدام القوة الجسدية أوالعنف. اذ يميل الأطفال الذين يتعرضون للضرب في المنزل إلى استعمال العنف كطريقة شرعية لحل خلافاتهم مع الآخرين. سواء في مرحلة الطفولة أو في مراحل متقدمة من العمر.
– يحتاج الطفل الى الشعور بالرضا عن نفسه ومعرفة أنه محبوب حتى عندما يكون سلوكه غير لائق. لذلك قد يؤدي ضرب الطفل إلى الإضرار بتقديره لذاته، ويترك لديه انطباعا أنه شخص غير مقبول. مما ينتج عنه شخصية طفل ضعيفة وانعدام الثقة في النفس.
– الأطفال الذين يتعرضون للضرب لديهم معدل ذكاء أقل. لأن العقاب البدني أو التهديد المستمر بالعنف أمر مرهق للطفل ويؤثرسلبا على نمو دماغه بشكل سليم.
– أثناء عملية ضرب الطفل، لا يمكن أن يحدث أي تعلم ايجابي. ففي تلك اللحظة لايعرف الطفل سبب ضربه، وماهو بديل السلوك الذي قام به.
– تعلم الطفل الكذب خوفا من الضرب.
– تدهور علاقة الطفل بأبيه أوأمه(الشخص الذي يضربه)، فتصبح العلاقة مبنية على الخوف وليس على الحب و الاعجاب.
يبرر بعض الآباء ضربهم لأطفالهم بأنهم بدورهم تعرضو للضرب في طفولتهم والآن هم بخير. لكن توقف للحظة وفكر: كنت ستصبح على ما يرام حتى ولو لم تتعرض للضرب، وكنت ستتذكر طفولتك بابتسامة مرسومة على وجهك.
لماذا المجازفة اذا؟ لماذا لا نبذل قصارى جهدنا كآباء لضمان حصول أطفالنا على أفضل مستقبل والحفاظ على صحتهم النفسية؟
متى يمكن أن نقول أن الطفل أخطأ؟
اِن معظم السلوكات التي يقوم بها الطفل في السنوات السبع الأولى من عمره والتي نعتبرها أخطاء، هي في الحقيقة ليست أخطاء. اِنما هي من طبيعة نمو الطفل، كالعناد، الحركة (الحركة الطبيعية وليس فرط الحركة)، عدم مشاركة الألعاب مع أقرانه…الخ.
ويعتبر التدخل في ايقاف هذه التصرفات اِما بالصراخ أو الضرب أوأي وسيلة عقاب بمثابة منع التطور السليم لحواس الطفل ومهاراته الحياتية.
لكن تبقى بعض سلوكات الطفل خاطئة، يقوم بها الطفل لاشباع حاجة معينة لديه،كالحاجة للحب والاهتمام.
كأن يكذب، أو يضرب أخاه…الخ.
ماهي بدائل ضرب الطفل؟ وكيف أتعامل مع أخطاء طفلي؟
عانق طفلك واحضنه وابتسم في وجهه وتوقع دائما أنه سيحسن التصرف
للتعامل مع خطأ الطفل يجب معرفة السبب الذي جعله يقوم بهذا الخطأ ومعالجته. وكثيرا ما يكون السبب هو الحاجة للحب والاهتمام. لذلك يمكننا ايقاف معظم سلوكات الطفل السيئة باِظهار الحب غير المشروط للطفل، بغض النظر عن سلوكاته.
وضح لطفلك السلوك الذي تنتظره منه وليس العكس
يجب أن تضع قواعد و قوانين فيما يخص سلوكات الطفل في المنزل. فمثلا قاعدة ارجاع اللعب الى مكانها فور الانتهاء من اللعب. عوض أن تقول لطفلك ألايترك ألعابه على الأرض كل يوم.
التجاهل أحيانا
يمكن أن يكون التجاهل بديلا فعالا للضرب. غض البصر أن أشياء مزعجة يقوم بها الطفل وليست مؤذيه يجعله غالبا يتوقف عن القيام بها.
أيضا عندما يقوم طفلك بضرب أخيه الأصغر مثلا. قم بحمل الطفل الذي تم ضربه وقم بمواساته وتجاهل الطفل الذي قام بضربه كليا. هذا سيجعله يعيد النظر ويعتذر لاحقا. أوعلى الأقل لن يستمر في ضرب أخيه.
التفاوض مع الطفل
الحوار والتفاوض مع الطفل حول عواقب السلوكات السيئة، واشراكه في اتخاد القرارات. والحزم وعدم التراجع عن هذه القرارات.
تجنب مسببات السلوك السيء للطفل
اذا كنت تعرف أن طفلك يصبح حركيا اذا لم يأخد قسطا كافيا من النوم، فاجعله لايفوت وقت القيلولة.
اذا كنت تعرف أن طفلك سيقوم بالعبث بخزانتك، الأمر الذي سيغضبك ويدفعك الى الصراخ أو الضرب. قم ببساطة باغلاق الخزانة لتفادي هذا كله.
امنح لطفلك مهلة من الوقت للقيام بالسلوك المطلوب
عندما يكون الطفل منغمسا في القيام بشيء يحبه، يصعب عليه الامتثال لنا فورا. مثلا عوض أن أقول لطفلي حان وقت النوم وهو يلعب. يمكنني أن أخبره أنه بعض قليل سيحين وقت النوم. ليستعد لذلك.
امدح طفلك اذا أحسن التصرف
ان مدح الطفل والاشادة بسلوكه الجيد خصوصا أمام الآخرين، يجعله يشعر بالفخر ويستمر في القيام به.
تعرفي أيضا على: كيف أجعل طفلي يسمع كلامي؟
المصادر:
