سمارت مام سمارت بيبي
كيف أبني الثقة في النفس لدى طفلي منذ الصغر؟ كيف أجعل طفلي قوي الشخصية وقادرا على التعامل مع تحديات الحياة في المستقبل؟ تساؤلات سنجيب عنها في هذا المقال، تابعي القراءة عزيزتي.
يحتاج الطفل أن ينشأ واثقا من نفسه ومن خياراته، وأن يتمتع بالقوة اللازمة لمواجهة أي صعوبات قد تواجهه في الحياة، بما في ذلك الدفاع عن نفسه، وعدم تأثره بالسلوكات السيئة النابعة من الأفراد كالتنمر.
كيف أبني الثقة في النفس لدى طفلي؟
من الولادة الى 18 شهرا، يفتقد الطفل الى الشعور بالثقة اتجاه العالم من حوله، لذلك فانه يكون بأمس الحاجة الى والديه للشعوربالحب، الرعاية، الأمان والاستقرار. وعدم توفر ذلك بما فيه الكفاية، قد ينمي لدى الطفل الشعور بالقلق وعدم الثقة.
بعد سن 18 شهرا، يكون الطفل قادرا على الجري والقفز والغناء والتمثيل وحل المشكلات بنفسه. تكون لدى الطفل الرغبة في الاعتماد على نفسه للقيام ببعض الأمور، كتناول الطعام، تمشيط الشعر، اللعب… وهذا يجعله يشعر بالقوة والثقة والذكاء.
تعد ردود أفعال الوالدين وخاصة الأم، اتجاه تصرفات الطفل بمثابة رسائل قوية تجعل الطفل فخورا بنفسه وبقدراته ونقاط قوته.
اليك عزيزتي بعض الخطوات التي ستساعدك على بناء الثقة في النفس لدى طفلك.
الحب اللامشروط
اغمري طفلك بالقبلات والأحضان، أخبريه كثيرًا عن مدى حبك له. يزداد تقدير الطفل لذاته عندما يتم تقبله كما هو، بغض النظر عن مزاجه أو سلوكاته. عندما تحتاجين إلى تأديب طفلك، لا تنتقدي طفلك بل وضحي أن السلوك الذي قام به غير مقبول. على سبيل المثال، بدلًا من أن تقولي له: أنت ولد شقي! لا تدفع أخاك مرة أخرى والا عاقبتك. يمكنك أن تقولي: من فضلك لا تدفع أخاك لأن ذلك يؤلمه، كن لطيفا معه، لأنك أخوه الأكبر.
كوني قدوة لطفلك
من أفضل الطرق لبناء احترام طفلك لذاته هو إظهار احترامك لنفسك. عبري عن اعتزازك بنفسك وبجهودك، وابذلي قصارى جهدك لتجنب قول أشياء مثل، أنا غبية، عندما ترتكبين خطأ ما.
شاركي طفلك القيام ببعض الأمور
خصصي وقتًا لمنح طفلك انتباهك الكامل، دون وجود أي شخص آخر. يمكنكما المشي معًا أو قضاء بعض الوقت في اللعب، أو في القراءة قبل النوم. وليس بالضرورة أن يكون ذلك طوال الوقت. يشعر الطفل بأهميته أيضا عندما تتوقفين عن قراءة كتابك المفضل، أو إيقاف التلفزيون لفترة كافية للإجابة على سؤاله والتحدث معه. قومي بالنظر الى عينيه وأنت تكلمينه، حتى يتضح له أنك تستمعين حقًا إلى ما يقوله.
امنحي طفلك الحق في الاختيار
بالنسبة لطفل يبلغ من العمر عامين، فإن السماح له بالاختيار بين احتمالين هو أمر رائع. على سبيل المثال، اسأليه عما إذا كان يريد ارتداء القميص الأحمر أو الأصفر للذهاب في نزهة، أو أي نوع عصير يريد تناوله… أما بعد عمر ثلاث سنوات، يمكنك منح طفلك المزيد من الخيارات، وإخباره أنك تثقين في قراراته. هذا يعززلديه إحساسه بالثقة في النفس.
اسمحي لطفلك بالخطأ
إذا وضع طفلك طبقا قريبًا جدًا من حافة الطاولة وسقط، قاومي الرغبة في الصراخ . بدلاً من ذلك، وضحي له كيفية التصرف بشكل صحيح في المرة القادمة. ساعديه على فهم أن الأخطاء تحدث، ولا يعني ذلك أنه يجب أن يشعر بالذنب.
ينطبق نفس الشيء بالنسبة لك. إذا قمت بخطأ ما، حافظي على هدوئك واعترفي به، ان كان الخطأ في حقه، يمكنك الاعتذار له، كأن تقولي له آسفة حبيبي، لقد نسيت أن أجلب لك اللعبة التي وعدتك بها، سأحضرها لك لاحقا. رد فعلك هذا سيجعل طفلك لا يخاف من التجربة والخطأ. وسيجعله يعتذر ان أخطأ في حقك اوفي حق أي شخص آخر.
امدحي طفلك وشجعيه
كل يوم، اذكري الأشياء الجيدة التي يقوم بها طفلك. على سبيل المثال ، قولي لزوجك هل تدري ماذا قام به أحمد اليوم، لقد ساعدني في غسل الخضار وتحضير السلطة، و اشكريه على ذلك. بهذا الكلام ستعززين إحساسه بالفخر والإنجاز و الثقة في قدراته.
قدمي لطفلك أيضا الدعم والتشجيع، كأن تقولي له أنا أؤمن بك، أنت تستطيع، أنا أرى جهودك، استمر! إذا كان طفلك خلال اللعب يحاول البحث عن قطعة الليغو المناسبة لاستكمال البناء، فبدلاً من التسرع في القيام بذلك من أجله، شجعيه على القيام بذلك لوحده. هذا يجعله يشعر بالرضا عن نفسه.
يمكنك كذلك أن تجعلي طفلتك تردد بعض التوكيدات الايجابية أمام المرآة. كأن تقول أنا جميلة جدا، أنا واثقة من نفسي، أنا أشكر الله على نعمه الكثيرة، أنا لست أفضل من أي شخص آخر، وليس هناك من هو أفضل مني…
تجنبي المقارنة
تجنبي أن تقولي لطفلك مثلا: لماذا لا تكون لطيفًا مثل أخيك. هذه الأنواع من التعليقات تجعل طفلك يشعر بالسوء وعدم الثقة اتجاه نفسه. حتى المقارنات الإيجابية، مثل إخبارك لطفلك بأنه أفضل في شيء ما من قرينه، من المحتمل أن تكون ضارة لأن الطفل قد يجد صعوبة في الارتقاء إلى المستوى الذي تنتظرينه منه. وضحي لطفلك أنك تقدرينه لشخصه، مهما كان مختلفا عن الآخرين. أكيد أنه سيقدر نفسه أايضا.
تجنبي الصراخ، النقد، العقاب، التهديد والاهانة.
تعاملي مع طفلك على أساس الاحترام رغم صغر حجمه، تجنبي الصراخ في وجهه أو ضربه أو السخرية من تصرفاته، أو تهديده ليشعر بالخوف ويكف عن سلوكه السيء. هذه كلها مدمرات لشخصية الطفل.
هذا لا يعني أنك ستسمحين لطفلك بالتمادي في السلوك السيئ. يمكنك طبعا تأديب طفلك، لكن دون اللجوء الى ما تم ذكره أعلاه.
تعرفي على: كيف أعلم طفلي الصغير الانضباط؟
ركزي على السلوكات الايجابية لطفلك وطوريها ستلاحظين اختفاء السلوكات السيئة شيئا فشيئا. وتذكري عزيزتي أن طفلك لا يجب أن يكون مطيعا، خاضعا، والا سيكون طفلا ضعيف الشخصية و غير واثق من نفسه مستقبلا.
تقبلي مشاعر طفلك
عندما يصاب طفلك بنوبة غضب لأنه حان الوقت لمغادرة الملهى، تفهمي استياءه وساعديه على الشعور بالراحة، قولي له مثلا أتفهم أنك حزين لأننا سنغادر، سنكرر الزيارة مرة أخرى. وحاولي لفت انتباهه بشيء آخر.
تعرفي أيضا على: لا تقولي عبارة توقف عن البكاء لطفلك
اجعلي لطفلك ركنا خاصا به في المنزل ان أمكن ذلك
عندما توفرين لطفلك ركنا خاصا به داخل المنزل، فأنت تجعلينه يفهم أنه يملك مساحته ليكون بمفرده و يقوم بالأشياء التي يحبها. يجب أن يتمتع الطفل بحريته الخاصة. حتى لو كانت ضمن الحدود التي يفرضها الآباء داخل المنزل.
تعرفي أيضا على: اجعلي لطفلك ركنا خاصا به في المنزل
قومي أيضا بعرض انجازات طفلك البسيطة مثل رسوماته على حائط غرفته ليشعره ذلك بالفخر.
اقتني بعض الأشياء التي تشعر طفلك باستقلاليته
سيكون من الأفضل وليس من الضروري التوفر على كرسي حتى يتمكن طفلك الصغير من غسل يديه وتنظيف أسنانه بنفسه في الحوض. أو التوفر على مكتبة في متناول الطفل… هذا سيعزز الاستقلال والثقة في النفس والشعور بالانجاز لدى الطفل.
علمي طفلك ممارسة الرياضة
مارسي بعض الحركات الرياضية يوميا مع طفلك، سواء في المنزل أو خارجه. علمي طفلك السباحة منذ صغره، وحاولي ادخاله لنادي رياضي اذا بلغ السن المناسب لذلك. هذا سيساعده على تعزيز ثقته بنفسه، وسيبعده عن بعض السلوكات المنحرفة مستقبلا.
المصادر:
