من الطبيعي أن يشعر الأطفال في سنواتهم الأولى بالخوف من بعض الأشياء. الخوف هو شعور يمكن أن يساعد الطفل على توخي الحذر. هنا يبقى دور الوالدين هو مساعدة الطفل على الشعور بالأمان وتعلم الشعور بالراحة.
يُظهر الأطفال الصغار العديد من المخاوف، وقد يكون من الصعب معرفة كيفية طمأنتهم وتهدئتهم. لذلك سنساعدك عزيزتي الأم للتعرف على مخاوف الأطفال الأكثر شيوعًا. وما يمكنك فعله لتجعلي طفلك يتغلب على مخاوفه، ويديرها بطريقة سليمة.
مخاوف الأطفال الأكثر شيوعا
خوف الطفل من الظلام
يخاف الطفل الصغير من الظلام لأنه لايستطيع رؤية ما هو موجود حوله. لذلك فهو يشعر بأنه غير آمن في الظلام. للتغلب على هذا الخوف، حاولي تعليم طفلك كيفية تشغيل الأضواء في جميع أنحاء المنزل. وأضيفي اضاءة خافتة الى غرفة نومه الى أن يستغرق في النوم. ساعدي طفلك على فهم الظلام من خلال المرح ومناقشة كل الأشياء الممتعة عندما يحل الظلام.
خوف الطفل من البقاء لوحده
يخاف الطفل الصغير غالبا من البقاء في غرفة لوحده، ولا يشعر بالأمان الاّ بجانب والديه أو أقربائه. للتغلب على هذا الخوف اجلسي بعيدًا عن طفلك في نفس الغرفة، ثم حاولي بعد ذلك التواجد في غرفة منفصلة حيث لا يزال بإمكان طفلك رؤيتك وسماعك.
جربي أخيرا أن تكوني في غرفة منفصلة عن طفلك بينما هو يلعب. لكن تذكري أنه ليس من الآمن أبدًا ترك طفلك بمفرده تمامًا لفترة طويلة دون مراقبته.
تعرفي على: استقلالية الطفل تبدأ بتركه يلعب بمفرده
خوف الطفل من الأصوات العالية
يخاف الطفل الصغير من الأصوات العالية، كصوت الرعد، صوت تهاطل الأمطار، صوت مرور الشاحنات، صوت الخلاط الكهربائي أو مصفف الشعر.
اذا كان طفلك يخاف مثلا من صوت الخلاط الكهربائي، ويبدأ في الصراخ عندما تستعملينه. فما عليك فعله هو تفهم الوضع، من المفيد للطفل بشكل عام أن يشعر أنك تفهمين شعوره. بأن تقولي له مثلا ياله من صوت عال حقًا! إنه يؤلم أذني أيضًا. يمكنك ضمه اليك ثم اشرحي له الغرض من الخلاط.
اجعليه يفهم مثلا أن الخلاط يساعدك في صنع عصير الموز المفضل لديه، واقترحي عليه مساعدتك في تشغيله وايقافه حتى يزول الخوف تدريجيا.
الخوف من الغرباء
الخوف من الغرباء هو خوف صحي و وقائي، لأن الطفل لا يجب أن يطمئن لأشخاص لا يعرفهم. يبقى المشكل في خوف الطفل من الأصدقاء أو الأقارب الذين لا يراهم بشكل منتظم. هنا، حاولي منح طفلك الوقت الكافي للتعرف عليهم قبل أن تتوقعي منه أن يكون ودودًا معهم. كوني بجانب طفلك وهو يتفاعل معهم، وأخبريهم باللعب أوالأنشطة المفضلة لدى طفلك حتى يسهل التواصل بينهم.
الخوف من الانفصال عن الأم
من الطبيعي أن يشعر طفلك بالقلق أو الخوف عندما تضعينه لأول مرة في حضانة للأطفال وتغادرين. لأنه يظن أنك لن تعودي بعد ذلك. ما عليك فعله اذا كنتي مضطرة لذلك هو أن تتأكدي أولا أن طفلك في مكان آمن مع أشخاص موثوقين.
ساعدي طفلك على الانخراط في نشاط ما قبل مغادرتك، وقومي بتوديع طفلك وطمأنته أنك ستعودين لاصطحابه. وبمجرد أن تغادري، ابذل قصارى جهدك لكي لاتعودي في حالة سماعك للبكاء، لأن ذلك سيزيد من صعوبة الأمر.
الخوف من المهرجين في الحفلات
يتمتع الأطفال الصغار بخيال حيوي ويجدون صعوبة في تحديد ما هو حقيقي أو غير حقيقي. قد يكون من الممتع التقاط صورة لطفلك مع المهرج، لكن يجب أن تتفهمي خوف طفلك من الاقتراب منه. لا تجبري طفلك أبدًا على التفاعل مع شخص يخاف منه. فكري في أن تطلبي من الأشخاص الذين يرتدون الأزياء التنكرية، ازالة أقنعتهم ليطمئن طفلك ويتعود على اللعب معهم.
بعض الارشادات لمساعدة طفلك على ادارة مخاوفه
– عرّضي طفلك برفق للأشياء التي قد تكون مخيفة له. قومي بتدريبه تدريجيا حتى يعتاد عليها، ويتلاشى خوفه منها.
– عدم الحماية الزائدة التي تجعل الطفل يخاف من أشياء بسيطة لا تؤذيه.
– حاولي إدارة مخاوفك وقلقك دون مشاركتها مع طفلك، من أجل تنمية الثقة والشعور بالأمان لدى طفلك.
– عدم تخويف الأطفال بالأشباح وما الى ذلك، وعدم السماح له بمشاهدة الأفلام أو القصص المخيفة.
– قومي بقراءة الكتب لطفلك وسرد القصص التي تتحدث عن أبطال يتغلبون على مخاوفهم. سيحب طفلك ذلك، ومن المرجح أن يحاول محاكاة الشخصيات القوية في القصة.
– قومي بتفهم مخاوف طفلك، أشعريه بالأمان وامنحيه عطفك وحنانك، هذا سيساعده كثيرا بالتغلب على الخوف.
– ناولي طفلك دميته المفضلة أثناء نومه، أو في الأوقات التي يشعر فيها بالخوف، سيشعره ذلك بالارتياح.
– امدحي طفلك عنما يقوم بخطوة شجاعة في مواجهة مخاوفه.
وفي الأخير اعلمي عزيزتي أنه من الطبيعي أن يواجه الطفل مجموعة من المخاوف في السنوات الاولى من حياته. ويستطيع التغلب عليها بدعم من الوالدين الى أن تتلاشى بعد مرور الوقت.
في حين يواجه بعض الأطفال أوقاتًا عصيبة ويحتاجون إلى المزيد من المساعدة للتغلب على مخاوفهم، التي قد تمنعهم من القيام بأشياء طبيعية، مثل الدخول الى المرحاض أو النوم. أوتسبب لهم أعراض مرضية مثل ألام البطن أو ارتفاع دقات القلب، أو ما غير ذلك. هنا من الضروري طلب استشارة طبية لمساعدة الطفل على تجاوز هذا النوع من الخوف.
المصادر: