استقلالية الطفل تبدأ بتركه يلعب بمفرده

استقلالية الطفل تبدأ بتركه يلعب بمفرده

مما لا شك فيه أن مشاركة الطفل في اللعب أمر لا بد منه، لأنه يساعد الطفل على بناء علاقة وطيدة مع الأشخاص من حوله، كما يساعده على تنمية مهاراته الاجتماعية والعاطفية. غير أن الخبراء يوصون أيضا بترك الطفل، من حين إلى آخر بمفرده مع بعض الألعاب.

فوائد لعب الطفل بمفرده

ان الأطفال يتعلمون بشكل أفضل من خلال اللعب، بالطبع لا بد من التجاوب مع الطفل والتفاعل معه، لكن التفاعل الكثير أو الزائد عن اللازم، وتولي الأبوين مهمة القيام بكل شيء بدل طفلهم أثناء فترة اللعب يمكن أن يمنع الطفل من تعلم مهارات جديدة. 

ان الطفل يستمتع جداً بتلك اللحظات التي يمضيها في اللعب بمفرده. كما أن الوقت المنفرد يتيح للطفل مجموعة متنوعة من فرص التعلم. اذ يمكنه من استكشاف بيئته، ويعلمه الابداع، الهدوء، التركيز والانتباه ويصبح معتمدًا على نفسه، ويعزز لديه الثقة بالذات ويزرع بداخله بذور الاستقلالية.

ان ترك الطفل في الغرفة أو في سريره بمفرده، شرط ضمان سلامته وعدم وجود أي أمور تعرضه للأذى، يجعله لا يشعربالملل أو العجز عن القيام ببعض الأعمال أثناء كبره، مثل رفضه الذهاب إلى الغرفة لوحده، أو ارتداء ملابسه بمفرده.

بل سيصبح صديقًا لنفسه ويشعر بالراحة من تلقاء نفسه، كما أنه سيكون جاهزا للحضانة ولن يشعر أنك هجرته بل سيتوقع عودتك اليه واصطحابه معك.

بالاضافة الى ذلك فلعب الطفل بمفرده أمر رائع للآباء أيضًا. بينما يستمتع الطفل باللعب، تحصل الأم على بضع دقائق للقيام بالأعمال المنزلية، أو إجراء مكالمة هاتفية، أو مجرد الاسترخاء.

متى يكون طفلي مستعدا للعب بمفرده؟

يجب بلا شك مراعاة عمر الطفل، اذ كلما كبر الطفل، كلما تمكن من اللعب بمفرده. على سبيل المثال، في عمر 6 أشهر، قد يستمتع الطفل بالبقاء بمفرده  لمدة 5 دقائق، في الشهر 12، لمدة 15 دقيقة، في الشهر 18، من حوالي 15 إلى 20 دقيقة، وفي سنتين، لمدة نصف ساعة تقريبًا.

لا يمكن ترك الأطفال أقل من سنة بمفردهم تمامًا، يمكنك البقاء معه في الغرفة ذاتها وتركه يستمتع بألعابه في الوقت الذي ترتبين فيه أنت الخزانة مثلا، أو أن تجلسيه في كرسيه الخاص بالأكل مع اعطائه بعض الألعاب بينما تحضرين الطعام. 

تأكدي فقط عزيزتي من مراقبته بانتظام لضمان سلامته، ووجهي له كلمات التشجيع والتقدير قبل انشغالك عنه مرة أخرى.

كيف أساعد طفلي على أن يكون مستقلا؟

هناك طرق عدة لتشجيع الطفل على الاستقلالية، اذا كان طفلك لم يبدأ في المشي بعد، يمكنك تمديده على بطانية موضوعة على الأرض، وإعطائه مرآة خاصة بالأطفال أو لعبة مثيرة والابتعاد عنه من دون أن يغيب عن نظرك.

كذلك يمكنك أن تضعي الألعاب من حوله بشكل يدفعه إلى الحبو نحوها في محاولة منه للإمساك بها، ومتى أصبح قادراً على التنقل وحده بين أرجاء المنزل فستسهل عليه مسألة اللعب بمفرده، لأنه سيتمكن من رمي الكرة والركض وراءها إذا مل من الألعاب التي بين يديه.

يعتبر سرير الطفل من الأماكن الآمنة له لتمضية بعض الوقت بمفرده، لذا حاولي ألا تهرعي إليه فور استيقاظه من قيلولته أو لحظة فتح عينيه في الصباح. لا تقلقي فهناك أشياء بسيطة يمكن أن تسليه، مثل التحديق في مروحة السقف، وغيرها من الأشياء التي تبدو بديهية بالنسبة لنا الاّ أنها تخلق متعة لا توصف للأطفال.

وإذا كان طفلك يرفض البقاء وحده أثناء استيقاظه، فحاولي أن تربطي لعبة ما بسريره، فهي حتماً ستشغله بعض الوقت.
من الأفضل أن تبدئي عملية تشجيع طفلك على الاستقلالية بالتدريج، إذ ينصح أولاً بترك الطفل بمفرده مدة خمس دقائق عندما لا يكون جائعاً أومتعباً أو في حاجة إلى تغييرالحفاضات ثم زيادة الوقت شيئا فشيئا.

لتشجيع استقلالية طفلك، حددي فترة معينة كل يوم كروتين يلعب أثناءها طفلك بمفرده حتى يتمكن من التعود على الفكرة. ضعيه في منطقة آمنة، وقدمي له بعضًا من ألعابه أو كتبه المفضلة. ابدئي اللعب أو القراءة معه. بعد أن يشارك في نشاط ما،يمكنك الانسحاب تدريجيا.

ولكن ماذا لو توقف طفلك عن اللعب عند مغادرتك؟ أو انزعج وبدأ في البكاء؟ جربي اللعب معه لبضع ثواني والابتعاد لبضع ثواني، ثم الرجوع مرة أخرى للعب، قومي بذلك باستمرار حتى يفهم  طفلك أنه عندما تغادرين، يمكن أن يتوقع عودتك، في نهاية المطاف. سيشعر بالأمان حينئد وسيهتم أكثر باللعب لوحده.

من بين الأمور التي يمكنك القيام بها أيضا، هو أنه عندما يحبو او يمشي طفلك إلى الغرفة المجاورة، انتظري دقيقة أو دقيقتين قبل أن تلحقي به ان كانت الغرفة آمنة طبعا. يمكنك طمأنته بالمناداة عليه والتحدث اليه من بعيد، في النهاية سيتعلم أن التواجد بمفرده ليس مخيفًا كما كان يظن.

كلما قمت بقراءة القصص لطفلك و الغناء له كروتين، كلما زادت فرصة أن يتمكن الطفل من دمج ذلك في عالمه الخاص عن طريق غناءه لنفسه لاحقًا على سبيل المثال.

إن إعطاء الطفل وقتاً خاصاً به هو أمر مفيد جداً له، لأنه سيتعود على ابتكار وسائل لتسلية ذاته، ولن يواجه أي صعوبة بعد ذلك في البقاء بمفرده لفترة معينة. 

 اقرئي أيضا: أهمية تعليم الطفل الأكل بمفرده

 

المراجع:

Why playing alone is important 
The value of solo play

 

شارك ان أعجبك الموضوع

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

آداب الأكل

كيف أعلم طفلي آداب الأكل ؟

من الجيد تعليم الطفل مبكرا الآداب في التعامل مع الناس، داخل وخارج البيت. وتعليمه أيضا آداب الأكل. في هذا المقال سنتحدث عن آداب الأكل...

error: Content is protected !!