يسمع الأطفال في عمر أقل من ثلاث سنوات، كلمة لا بشكل متكرر طوال اليوم من طرف أمهاتهم، الأمر الذي يعدّ متعبا للأم بل وكذلك يمكن أن يكون ضارًا للطفل.
اذ وفقا للدراسات، فإن الأطفال الذين يسمعون كلمة لا كثيرا، لديهم مهارات لغوية أكثر فقراً من الأطفال الذين يقدم آباؤهم ملاحظات بنّاءة و أكثر إيجابية. كما يبدأ البعض من هؤلاء الأطفال ببساطة في تجاهل هذه الكلمة، لأنها فقدت معناها بالنسبة لهم، و التمرد أكثر وعدم الاستجابة لكلام الوالدين.
إذن ما الذي يجب على الأم أن تفعله؟ أن تدع طفلها يركض دون قيود؟ لا، طبعا! ففي بعض الحالات قد تكون رغبات الطفل أو تصرفاته ستسبب له الأذى أو غير ملائمة للنظام الداخلي الذي تضعه الأم. مما يستدعي الرفض وعدم الاذعان لطلباته.
هل يفهم طفل عمره أقل من ثلاث سنوات كلمة لا؟
مايجب الاشارة اليه هو أن الطفل الذي يقل عمره عن ثلاث سنوات لا يفهم كلمة لا بالطريقة التي يعتقد معظم الآباء أنه يفهمها. ان كلمة لا لها مفهوم يتعارض بشكل مباشر مع حاجة الأطفال الصغار لاستكشاف العالم وتطوير شعورهم بالاستقلالية والمبادرة.
لذلك قد يعرف طفلك أنك عندما تقولين له لا فأنت لا تريدينه أن يفعل شيئًا ما، كما أنه سيحصل على رد فعل غاضب منك إذا فعله، لكنه لا يمكنه أن يفهم لماذا يجب عليه أن يتوقف عن فعله ذلك. وهذا يفسر تصرف الطفل عندما ينظر اليك قبل ان يفعل شيئا ممنوعا، ويبتسم ويفعله على أية حال.
لا يعني هذا أنه يجب السماح للأطفال بفعل أي شيء يريدونه. لكن يجب أن تكون جميع الطرق لمنع الطفل من القيام بشيء ما لطيفة وحازمة في نفس الوقت بدلاً من اتخاد نهج السيطرة والعقاب.
لمساعدة طفلك الصغير على تطوير الاستقلال الذاتي والمبادرة بدلاً من الشك والشعور بالذنب وعدم الثقة في النفس، يمكنك تفادي قول كلمة لا في بعض الأحيان من خلال ابتكار طرق جديدة لوضع الحدود.
كيف أقول كلمة لا لطفلي؟
بدلا من إخبار طفلك بما يجب فعله، ابحثي عن طرق لإشراكه في اتخاذ القرار حتى يحصل على إحساس الاستقلالية.
حاولي أن تكوني ايجابية
-عندما تميلين إلى قول كلمة لا، حاولي إعادة صياغة الجملة حول ما يمكن لطفلك فعله، وليس ما لا يمكنه فعله. على سبيل المثال، بدلاً من أن تقولي لطفلك: لا ترمي الكرة في غرفة الضيوف، يمكنك أن تقولي له: سوف أرى هل بامكانك دحرجة الكرة إلى غرفتك.
-إذا كان طفلك جالسا على الأرض يستمتع بالرسم، أو يلعب بالعجين، فافردي بعض الصحف لتتجنبي مطالبته بالتوقف عن فعل شيء يستمتع به خشية اتساخ أرضية المنزل.
-ضعي في اعتبارك أن هذا النهج غير مجدٍ عندما تحتاجين إلى التصرف بسرعة للحفاظ على سلامة طفلك. عندما يكون الطفل على وشك القيام بشيء يمكن أن يشكل خطرًا على نفسه أو على الآخرين، يجب أن تكوني حازمة في قول لا، على سبيل المثال: لا تقترب من كأس القهوى انه ساخن سوف تؤذي نفسك.
عندما يستجيب طفلك ويتوقف عما كان يفعله، امنحيهه ابتسامة أو عناقا ولاتنسي الثناء عليه.
شتتي انتباه طفلك
اذا لاحظتي أن طفلك على وشك القيام بشيء لايجب عليه القيام به، حاولي ان تقولي مثلا: هل يمكنك أن تحضر لي سلة الملابس وتضع فيها الملابس التي على الأرض. سيتحمس لذلك حتما.
قدمي اختيارات لطفلك
يمكنك أن تقولي مثلا: سوف أعد حتى 10، بذلك سيكون وقت الشاشة قد انتهى، هل أنت مستعد؟ وبعد ذلك قولي له: أتريد اللعب بالقطار أم تريد التلوين؟ و شجعيه على اختياره.
تعرفي على : ما وقت الشاشة المسموح به لطفل أقل من ثلاث سنوات؟
تجنبي المواقف التي تجبرك على قول لا
عندما يكون ذلك ممكنًا، أبقي طفلك خارج الأماكن التي يوجد بها الكثير من الأشياء التي يمكن أن تشكل خطرا على طفلك، واحرصي أن يكون في منزلك مكان يمكن لطفلك اللعب فيه بأمان. قومي بإغلاق الأماكن غيرالآمنة، وقومي بتوصيل المقابس الكهربائية، وتأكدي من أن الأشياء الخطرة أو القابلة للكسر بعيدة المنال.
بعض تصرفات طفلك لا تستدعي فعلا قول لا
عندما تريدين قول لا، اسألي نفسك إذا كان ما يفعله طفلك سيئًا له حقًا. حاولي قول لا للأشياء التي بها ضرر لطفلك أو للآخرين. وحاولي غض الطرف عن الأشياء البسيطة بين الحين والآخر. واجعلي طفلك يشعر بالمرح والمغامرة والاستكشاف كلما استطعت ذلك.
المصادر: